الصفحة الرئيسية ![]() |
تعدّ من أهم الآثار العثمانية كبناء متكامل في مدينة دمشق، وتمتد على مساحة أحد عشر ألف متر مربع. تضم مسجداً ومتحفاً وسوقاً للمهن التراثية والصناعات اليدوية ومدرسةً ملحقة. وقد سميت التكية السليمانية نسبة إلى السلطان سليمان القانوني الذي أمر ببنائها عام 1554 م في الموضع الذي كان يقوم عليه قصر الظاهر بيبرس المعروف باسم قصر الأبلق في مدينة دمشق. والتكية من تصميم المعماري التركي سنان باشا أشهر معماري عثماني في عصره، وقد أشرف على بنائها المهندس ملا آغا الذي بدأ بناؤها بناءها سنة 1553 م وانتهى سنة 1559 م في عهد الوالي خضر باشا، أما المدرسة الملحقة بها فتمّ بناؤها سنة1566 م في عهد الوالي لالا مصطفى باشا. أبرز ما يميز طراز التكية السليمانية مئذنتيها النحيلتين اللتين تشبّهان بالمسلّتين، وهو طراز لم يكن مألوفاً في دمشق حتى تلك الحقبة، تضم التكية قسمين:
ـ التكية الكبرى التي تتألف من مسجد كبير الذي يتميز بمئذنتيه الرشيقتين وباحة يتوسطها بحرة ماء واسعة ويحيط بها أروقة و غرف كبيرة تعلوها القباب، وهي من سمات العمارة العثمانية.
يطل حرم المسجد على صحن التكية المشترك، وهذا الحرم مربع الشكل طول ضلعه ستة عشر متراً، تغطيه قبة عالية ذات قطر واسع، ولها عنق يضم عدداً من النوافذ التي يغطيها الزجاج المعشق، وتحمل القبة أربعة أقواس محمولة على أركان الجدران، وفي زواياها مثلثات كروية. أما واجهات الحرم من الخارج فهي مؤلفة من مداميك من الحجر الأبيض والأسود بشكل متناوب، وينفتح الحرم على الصحن بباب رائع الزخرفة تعلوه مظلة ضخمة محمولة على أعمدة ذات تيجان مقرنصة ملساء، وهذه المظلة مؤلفة من ثلاث قباب. وفي جدران الحرم نوافذ مطلة على الحدائق، وقد صنعت من الزجاج المقسى والملون بزخارف عثمانية رائعة، كما يتميز محراب الحرم بزخارف من الفسيفساء الرخامية، أما المنبر فهو من الرخام الأبيض، وتزين جدران الحرم لوحات فسيفسائية ملونة.
ـ المدرسة السليمية أو ما يطلق عليها التكية الصغرى وهي بناء مستقل لمسجد آخر خاص بها، وتتألف من حرم للصلاة وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها قباب متعددة, وتمتاز بزخارفها الوفيرة ورشاقة بنائها، وجمال بابها ونوافذها. وتشكل المدرسة والسوق مجموعتين مستقلتين ضمن التكية، وتستعملان اليوم سوقاً للصناعات اليدوية. وفي التكية كانت هناك مساكن مخصصة للدراويش، ولا تزال موجودة، لكنها لم تعد تستخدم للإيواء وهي تتألف من رواق سقفه من القباب المحمولة على الأعمدة، وفيه غرف، كل غرفة منها مسقوفة بقبة، وفي كل جناح ست غرف مربعة الشكل، وهي مزينة بألواح القيشاني، وتشغلها في الوقت الحاضر ورشات أعمال الحرف اليدوية التقليدية.
© 2025 Syrian Ministry of Tourism. All Rights Reserved.